بنو أبي الحسين، الكلبيون: سلالة عربية تولت الإمارة (من قبل الفاطميين) ثم استقلت بالحكم في جزيرة صقلية سنوات 948-1053 م.
المقر: بلرم (باليرمو).
كان المسلمون قد قاموا بغزو جزيرة صقلية أثناء دولة الأغالبة، ثم انتقل أمر الجزيرة إلى الدولة الفاطمية سنة 909 م. بدأ عهد بني أبي الحسين في صقلية مع تعيين الخليفة الفاطمي المنصور
إسماعيل ح. (946-953 م) للحسن بن علي الكلبي على إمارة الجزيرة. ثم أطلق المعز لدين الله يد الكلبيين في صقلية فأصبحت إمارتها متوارثة فيهم (منذ 970 م).
تحولت أنظار الفاطميين إلى المشرق، مما زاد في استقلال الدولة الكلبية، اقتصرت العلاقة بين الدولتين على الخلع والألقاب التي كان ترسل من القاهرة عند تولي أمير جديد الحكم في صقلية. قام الكلبيون في بداية دولتهم بمحاربة التواجد البيزنطي في جنوب إيطاليا، شنوا غارات بحرية على بعض المدن كنابولي، وجزيرة كالابربا. ثم تغيرت وجهة الحملات منذ 1040 م فقامت أساطيل البيزنطيين وكبريات المدن الإيطالية بمهاجمة معاقل الكلبيين في صقلية. ثم كان أن ظهرت دولة بنو زيري وأصبح نفوذهم في تزايد على حساب الكلبيين.
بدأت الدولة في التهاوي فاستنجد أهل الجزيرة بالزيريين (حكام تونس). قام هؤلاء بالقضاء على آخر الأمراء الكلبيين في صقلية. ما لبث أن انقلب أهل الجزيرة على أسيادهم الجدد (بنو زيري) فطردوا الوالي، وأخذ الأمراء في المدن بالاستقلال. عرفت جزيرة صقلية عهدا أشبه بعهد ملوك الطوائف في الأندلس. بعد خلاف نشب بين اثنين من أمراء الطوائف، ابن الحواس وابن الثمنة (صاحب سرقوسة)، استنجد الأخير بالنورمن (حكام جنوب إيطاليا الجدد)، فقام هؤلاء بتوجيه حملة إلى صقلية. أمام ضعف القوات المحلية وتشتتها، سقطت الجزيرة في أيدي قوات النصارى الغازية، معلنة
إنهاء التواجد الإسلامي في جنوب إيطاليا وصقلية.
المصادر:
- ابن خلدون
- السلالات الإسلامية، الطبعة الجديدة (The New Islamic dynasties) لـ"كليفورد
إدموند بوزورث" (Clifford Edmund Bosworth)
|