بلنسية مدينة شهيرة بالأندلس، تقع شرقي مدينتي: تدمير، و قرطبة ، وتتصل بزمام إقليم مدينة تدمير. وتقع على خط طول (1) غربا، وعلى خط عرض 38 شمالا. وبلنسية مدينة برية بحرية، ذات أشجار وأنهار، وتعرف باسم: مدينة التراب. وتتصل بها مدن تعد في جملتها. والغالب على شجرها: القراسيا، ولا يخلو منها سهل ولا جبل، وينبت في ضواحيها الزعفران، وبينها وبين تدمير مسيرة أربعة أيام. وكان الروم قد ملكوها عام 487هـ -1094م، واستردها الملثمون (الموحدون) عام 495هـ -1101م . وأهل بلنسية خير أهل الأندلس، ويسمون عرب الأندلس. وبين بلنسية والبحر فرسخ، وقد مدحها وأثنى على أهلها كثير من شعراء الأندلس من بينهم: ابن مقاتا الأشبوني، وأبو عبد الله محمد الرصافي، وأبو الحسن بن حريق المرسي، وأبو العباس أحمد بن الزقاق. وقد تحدث عن بلنسية الشريف الإدريسي في كتابه: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق فذكر أن بلنسية من قواعد الأندلس في مستوى من الأرض عامرة القطر كثيرة التجارة والعمارة، بينها وبين البحر ثلاثة أميال مع النهر الذي يسقي مزارعها، ولها عليه بساتين وجنات وعمارات متصلة. ويتصل ببلنسية سهل فسيح يكاد -لوفرة خيراته من زهور وفواكه وخضر وحبوب- أن يكون حديقة غناء تترامى أطرافها إلى أقصى مدى. نبذة تاريخية
ومن تاريخ بلنسية القديمة أن الرومان هم الذين أسسوها في عام 139 ق. م. ثم استولى عليها القوط الغربيون عام 413م ثم فتحها طارق بن زياد عام 96هـ -714م، وأرسى فيها وفي مدائن شاطبة ودانية وساجنتوم قواعد الحكم الإسلامي. ولم يسايروا الإسبان في إطلاق اسم الإشبان على تلك المدينة، بل غيروا بعض حروفه وأدخلوا تعديلا علي رسمه فأصبح "بُلَنْسِية"، وأوردوه بهذا الرسم في مؤلفاتهم التاريخية والجغرافية. وإلى المسلمين في عهد دولتهم بالأندلس يرجع الفضل في ازدهار سهل بلنسية، فقد شقوا على جانبي النهر أو الوادي الأبيض إحدى وثلاثين ترعة، وأجروا منه المياه لري أراضيه كلها بالراحة. وكانوا يسمون هذه الترع السواقي. ودخل هذا الاسم العربي في لغة الأسبان، وبقى ماثلا فيها حتى الآن. وقد كانت في العهد العربي ثالثة مدائن الأندلس في الترتيب بحسب عدد سكانها الذي تجاوز آنذاك ربع مليون نسمة. وفي بلنسية تأسست مملكة إسلامية عام 401هـ -1010م على يد اثنين من موالي المنصور بن عامر، ولم يكن عملهما بهذه المملكة ي عدو تفقدهما لشئون الري والمحافظة على نظامه في منطقة بلنسية، لكنهما تمردا وأعلنا استقلالهما على أن يكون الحكم شركة فيما بينهما، ولم يلبث أن توفي أحدهما، فأبعد أهلها الآخر عن المدينة، وصارت بلنسية خاضعة لحكم حاكم برشلونة إلى أن استردها عبد العزيز بن عبد الرحمن حفيد المنصور بن عامر. ووقعت بلنسية في القرون التالية تحت سيطرة حكام ملوك الطوائف. ثم المرابطين، ثم الموحدين، إلى أن سقطت في أيدي الفرنجة عام 1238م بعد سقوط قرطبة بسنتين.
ملاحظات:
* الأسماء بالأزرق لحكام من سلالة أخرى أو من لأصحاب دولة أخرى غير المذكورة، و قد وجبت الإحاطة بهم للفائدة و لتواصل الترتيب الزمني لقائمة الحكام أعلاه.
الأسماء بالأحمر لحكام من نفس السلالة حكموا في نفس الوقت مع الحاكم الأول إما بالإتفاق معه أو بالخروج عليه، حسبما أوردناه في خانة الملاحظات. الأسماء بالأخضر لحكام من سلالة أخرى أو من لأصحاب دولة أخرى غير المذكورة.