مدينة عراقية ( العاصمة الحالية) تقع على خط طول 75ْ وخط عرض 34ْ. عرفت كأشهر المدن الثقافية والاجتماعية والسياسية في القرن
الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ومن أسمائها الأخرى مدينة السلام. مدينة بغداد من المدن التي ترتبط بتاريخ الخلافة العباسية إن
لم يكن تاريخ العالم الإسلامي خلال القرون الخمسة من عام 150هـ / 767 م إلى 656هـ / 1258 م، فكان أبو جعفر المنصور أول من اتخذ
بغداد عاصمة له بعدما قضى على منافسيه من العباسيين والعلويين. وفي عهد الرشيد بلغت بغداد قمة مجدها ومنتهى فخارها،
وامتدت الأبنية في الجانبين امتدادا عظيما، حتى صارت بغداد كأنها مدن متلاصقة تبلغ الأربعين. وبعد وفاة الرشيد عام 193هـ / 809 م. بويع
الأمين في طوس أولا ثم في بغداد، ومرت بغداد في عصره بأهوال انتهت بقتله عام 198هـ / 814 م، ثم بويع المأمون على إثر قتل أخيه،
ولكنه لم يبرح خراسان وبقيت بغداد تئن تحت كابوس الحكم العسكري على ما بها من أوصاب الحصار وآثار الحجارة والنار. وبعد
عامين من وفاة الرشيد وقع الخلاف بين ولديه الأمين والمأمون، وحوصرت بغداد لأول مرة في تاريخها ودام الحصار أربعة عشر شهرا. وفي
نهاية عام 196هـ /812 م. أطبق جند هرثمة وطاهر قائدي المأمون على الأمين في بغداد وعزل هرثمة الجانب الشرقي الذي لم يكن
يحميه سوى سور سرعان ما أزاله، بينما عسكر طاهر أمام باب الأنبار فسيطر بذلك على الجانب الغربي، ووجد الخليفة نفسه آخر الأمر
منعزلا في قصر الخلد على شاطئ دجلة وما لبث أن وقع في الأسر وهو يحاول الفرار وقتل في أوائل عام 198هـ / 814 م، وبموته رفع
الحصار وأصبحت بغداد المزدهرة خرائب ورمادا، وأثار موت الأمين سخط أهل بغداد، وتمكن إبراهيم بن المهدي العباسي بفضل الخلاف بين
الناس من أن يستولي على بغداد ويصبح صاحب الأمر فيها ما يقرب من عامين غير أن خيانة قواده أجبرته على تسليم المدينة وزمام
الحكم إلى الخليفة المأمون. وكانت بطانة المأمون من الفرس تحاول نقل عاصمة الخلافة إلى خراسان ليتم لهم التغلب على شئون
الدولة، وتولى الحسن بن سهل العراق والحجاز واليمن فاضطرب حبل الأمن ودبت الفتن في بغداد إلى أن دخلها المأمون عام 204هـ /
820 م، وعادت لبغ داد شيء من نضرتها إلى أن أدركته منيته عام 218هـ / 834 م، وقد عهد المأمون بالخلافة من بعده لأخيه المعتصم،
وظلت بغداد تموج بالفتن حتى أنه في عام 552هـ / 1157 م. لم يبق من تلك المملكة المترامية الأطراف إلا بغداد وأعمالها وقليل مما
يتصل بها. وفي عام 656هـ / 1258 م. نزل هولاكو على بغداد وحاصرها فكانت حروب وكانت خطوب اندلعت في أثنائها نيران فتن
داخلية انتهت باستيلاء التتار عليها وبقتل الخليفة المعتصم وأولاده ورجال حاشيته وأهل بطانته، وباستباحة بغداد مدة طويلة، وكانت بغداد
حين حاصرها القوم غاصة بأهل الأطراف من الذين أجفلوا أمام الجيش المغولي الذين لم يرحموا شيخا ولا طفلا ولا امرأة، وبهذا أفلت
شمس الخلافة العباسية في بغداد بعد أن أشرقت عليها أكثر من خمسة قرون، وكان أفولها كارثة على الأمم الإسلامية كافة.
وقد أبقى هولاكو في أول الأمر الأوضاع الإدارية في بغداد على النمط العباسي تقريبا، ورتب جماعة من الرقباء والأمناء ليشرفوا على كل
شيء، وبذلك أصبحت حكومة بغداد مدنية تحت إشراف حكومة عسكرية، ولم يلبث هولاكو أن حول الموظفين العراقيين إلى موظفين من
الإيرانيين. وفي العهد الجلائري غزا تيمورلنك بغداد أكثر من مرة كان أخرها عام 803هـ / 1400 م. حيث فتحها عنوة وفتك بأهلها فتكا
ذريعا، واستحل جنده المدينة أسبوعا اقترفوا من المنكرات ما يقشعر له جلد الإنسان، ولما توفي تيمورلنك عام 807هـ / 1404 م. عاد
السلطان أحمد الجلائري إلى بغداد فملكها عام 808هـ / 1405 م. وكانت بين السلطان أحمد وبين السلطان قرة يوسف التركماني في أول
الأمر ألفة انقلبت بعد ذلك إلى وحشة انتهت بقتل السلطان أحمد واستيلاء قرة يوسف على ملكه عام 813هـ / 1410 م، فأرسل السلطان
يوسف ابنه للاستيلاء على بغداد فسدت أبوابها في وجهه، وكان يدير أمرها دوندى خاتون بنت السلطان حسين بن أويس الجلائرية، فلما
علمت أن لا قبل لها بمحمد شاة احتالت للخروج من بغداد خلسة، ولما علم البغداديون بذلك فتحوا أبواب المدينة للفاتح الجديد عام 814هـ /
1411 م. وظلت بغداد تحت الحكم التركماني من هذا التاريخ حتى عام 914هـ / 1509 م. ثم غزا الشاه إسماعيل الصفوي بغداد عام
914هـ / 1509 م، وبقيت تحت العهد الصفوي حتى انتزعها العثمانيون من يد الصفويين عام 941هـ / 1535 م، ثم عاد إليها الصفويون عام
1033هـ / 1624 م، وبقيت بأيديهم إلى عام 1048هـ / 1639 م، فاستعادها السلطان مراد الرابع بجيش قاده هو بنفسه، وقد هبطت بغداد
تحت ضغط الفتن المتوالية والحروب المتعاقبة إلى الدرك الأسفل من الانحطاط، وكان آخر ولاة الأتراك على بغداد هو القائد خليل باشا الذي
سقطت بغداد في عهده بيد الإنجليز، وكان ذلك في 15 جمادى الأولى عام 1335هـ. آذار عام 1917م. ونشر القائد العام بلاغا جاء فيه ما
معناه "أن الجيش الإنجليزي لم يدخل العراق غازيا وإنما جاء محررا، ولا غرض له إلا إبعاد الجيش التركي عن البلاد، ومساعدة العرب على
إحياء مجدهم وإنشاء دولتهم ". وفي أواخر عام 1338هـ / 1920 م. اندلعت نار الثورة العراقية، وانتزع الإنجليز من مجلس عصبة
الأمم صك الانتداب الذي جاء فيه "الاعتراف بالعراق دولة مستقلة بشرط قبولها المشورة الإدارية من قبل دولة منتدبة إلى أن تصبح قادرة
على القيام بنفسها".
ملاحظات:
* الأسماء بالأزرق لحكام من سلالة أخرى أو من لأصحاب دولة أخرى غير المذكورة، و قد وجبت الإحاطة بهم للفائدة و لتواصل الترتيب الزمني لقائمة الحكام أعلاه.
الأسماء بالأحمر لحكام من نفس السلالة حكموا في نفس الوقت مع الحاكم الأول إما بالإتفاق معه أو بالخروج عليه، حسبما أوردناه في خانة الملاحظات. الأسماء بالأخضر لحكام من سلالة أخرى أو من لأصحاب دولة أخرى غير المذكورة.